يمن الخير السكنية..قصة أضخم مشروع إيواء سكني يضم مئات المواطنين في اليمن. في محافظة لحج، التي تصنّف كواحدة من أفقر محافظات اليمن، يفتقر بعض السكان إلى المأوى. يعيشون حياة قاسية في أكواخ متواضعة لاتوفر لهم أي حماية أمام حرارة الشمس ونوبات البرد وزخات المطر. مأساة حقيقية، تلك التي يعيشها قاطنو هذا المكان، كان لابد لكل من يقف عليها أن يبحث عن حلول منطقية، تعالج هذه المأساة من جذورها. مؤسسة دروب النور وبتمويل منظمة IHCRO، كانت قد زارت هذا المكان، واطلعت عن كثب على الأوضاع هنا، ومن ثم اتخذت قرارا لحل جذور المشكلة، يتمثل في إنشاء قرية سكنية مع مرافقها الحيوية لهؤلاء المواطنين الذين سيمتلك كل منهم منزله الخاص عما قريب. اختيار المكان الأنسب، كان الخطوة الأهم في إنشاء مشروع القرية السكنية. الفريق الهندسي التابع للمؤسسة نزل إلى المنطقة، وأجرى دراسات معمقة أسفرت عن اختيار مديرية القبيطة موقعا لإنشاء المشروع، اعتمادا على قربها من المستفيدين من المشروع، وبعدها عن مناطق الصراع. في الأول من أبريل 2021، بدأت الخطوة الأولى في تنفيذ المشروع، بعد توجيه رئيس دروب النور ببدء العمل، ليشرع فريق المؤسسة بتنفيذ المراحل الخمس لإنشاء القرية السكنية، بكل إخلاص وحماس. في ساعات الصباح الأولى، بدأ فريق العمل المرحلة الأولى من المشروع، المتمثلة في حفر وبناء أساسات المنازل والمرفق الحيوية، وهي مرحلة تطلبت من الفريق جهدا كبيرا، بالنظر إلى الصلابة التي تميّز التربة في هذا المكان. في المرحلة الثانية من المشروع، بدأ فريق العمل ببناء المنازل والمرافق الحيوية، وبذلوا كل طاقتهم لإتمام البناء رغم الظروف المناخية القاسية المحيطة بالمنطقة. أما المرحلة الثالثة فقد بدأ فريق العمل صب الأسطح، التي شكلت منعطفا مهما في إنشاء المشروع. وباكتمال هذه المرحلة، انتقل فريق العمل بكل طاقته لإنجاز المرحلة الرابعة والأخيرة: مرحلة التشطيب. وفي هذه المرحلة تم طلاء المنازل والمرافق، وتأثيثها وإضاءتها، إضافة إلى زراعة الأشجار في المكان، بما يضفي عليها رونقا جذابا ومريحا. خلال فترة وجيزة، أصبحت قرية يمن الخير السكنية، مشروعا حقيقيا على الأرض، بعد أن كانت فكرة تنقدح في الأذهان. وماكان لمشروع كهذا أن يرى النور لولا تظافر جهود فريق العمل ومئات العمال، مسنودة إلى مئات الأطنان من الأسمنت، لتثمر هذه الجهود قرية سكنية تضم 153 منزلا، مجهزة وفق أفضل المعايير الهندسية، ومرافق حيوية لتلبية حاجات المستفيدين من الصحة والمياه والتعليم والتأهيل والترفيه. يتكون كل منزل من منازل القرية، من غرفتين ومطبخ وحمام وصالة. وتشمل المرفق الحيوية التي تضمها القرية: مدرسة ومسجد، ومركز للرعاية الصحية، ومركز للتأهيل والتدريب، وحديقة ألعاب، إضافة إلى بئر تؤمن حاجات المستفيدين من المياه. في العشرين من ديسمبر 2021، تزينت قرية يمن الخير السكنية بأضواء بهيجة، وأحيطت بأجواء احتفالية. بعد أشهر من العمل، أصبحت القرية جاهزة ومكتملة، وتم افتتاحها وتسليمها لساكنيها الجدد، برعاية وزير الشؤون الاجتماعية، ومحافظ محافظة لحج، ومسؤولين آخرين، وسط حضور جماهيري طغت عليه مظاهر الفرح والابتسامة، بطي مرحلة بائسة، وبدء مرحلة استقرار جديدة، مرحلة كان فيها لمؤسسة دروب النور و IHCRO بذرة عميقة فيها، فأثمرت وأينعت ووصل خيرها إلى آلاف المواطنين الذين انتقلوا من مرحلة الحلم إلى مرحلة تحقيق الحلم.